الوسيط للطنطاوي
تفسير الآية رقم 3 من سورة الليل
وأقسم- ثالثا- بقوله: وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى و «ما» هنا يصح أن تكون موصولة، بمعنى الذي، فيكون- سبحانه- قد أقسم بذاته، وجاء التعبير بما، للدلالة على الوصفية، ولقصد التفخيم.
فكأنه- تعالى- يقول: وحق الخالق العظيم، الذي لا يعجزه شيء، والذي خلق نوع الذكور، ونوع الإناث من ماء واحد.
ويصح أن تكون «ما» هنا حرفا مصدريا، فيكون المعنى: وحق خلق الذكر والأنثى، وعليه يكون- سبحانه- قد أقسم بفعل من أفعاله التي تدل على كمال قدرته، وبديع صنعته، حيث أوجد الذكور والإناث من ماء واحد، كما قال- سبحانه-: وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى وحيث وهب- سبحانه- الذكور لمن يشاء، ووهب الإناث لمن يشاء، وجعل العقم لمن يشاء.