تفسير ابن عاشور
تفسير الآية رقم 50 من سورة الرحمن
فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50(وتثنية عينان } جار على نحو ما تقدم في تثنية { جنتان } ، وكذلك تثنية ضميري { فيهما } وضمير { تجريان } تبع لتثنية مَعَادهما في اللفظ .
فإن كان الجنتان اثنتين لكل من خَاف مقام ربه فلكل جنة منهما عين فهما عينان لكل من خاف مقام ربه ، وإن كان الجنتان جنسين فالتثنية مستعملة في إرادة الجمع ، أي عيون على عدد الجنات ، وكذلك إذا كان المراد من تثنية { جنتان } الكثرة كما تثنيه { عينان } للكثرة .
وفصل بين الأفنان وبين ذكر الفاكهة بذكر العينين مع أن الفاكهة بالأفنان أنسب ، لأنه لما جرى ذكر الأفنان ، وهي من جمال منظر الجنة أعقب بما هو من محاسن الجنات وهو عيون الماء جمعاً للنظيرين ، ثم أعقب ذلك بما هو من جمال المنظر