الوسيط للطنطاوي
تفسير الآية رقم 11 من سورة النجم
وقوله: ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى رد على المشركين، وتكذيب لهم، فيما زعموه من أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتلق الوحى عن جبريل، ولم يشاهده.
واللام في قوله الْفُؤادُ عوض عن المضاف إليه، والفؤاد: العقل أو القلب، ومنه قوله- تعالى-: وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ.. .
وقراءة الجمهور كَذَبَ بفتح الذال مع التخفيف، وقرأ ابن عامر بفتحها مع التشديد، و «ما» موصولة، والعائد محذوف.
أى: ما كذب فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم وما أنكر، الذي رآه ببصره من صورة جبريل- عليه السلام- لأنه لم يكن يجهله، بل كان معروفا لديه، وصاحب الوحى إليه، فهو صلى الله عليه وسلم عرفه بقلبه، وتأكدت هذه المعرفة برؤيته له بعينيه.
فالكذب هنا: بمعنى الإنكار والتردد والشك في صحة ما يراه.
قال صاحب الكشاف قوله: ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى أى: ما كذب فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم ما رآه ببصره من صورة جبريل- عليه السلام-.
أى: ما قال فؤاده لما رآه لم أعرفك، ولو قال ذلك- على سبيل الفرض- لكان كاذبا لأنه عرفه، يعنى أنه رآه بعينه، وعرفه بقلبه، ولم يشك في أن ما رآه حق.
وقرئ. ما كَذَبَ- بالتشديد-، أى: صدقه ولم يشك أنه جبريل بصورته.