الوسيط للطنطاوي
تفسير الآية رقم 42 من سورة غافر
وقوله: تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ... بدل من قوله:
وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ وتفسير وبيان له.
أى: أنا أدعوكم إلى النجاة من النار، وأنتم تدعونني إلى الإشراك بالله- تعالى- وإلى الكفر به، مع أنى أعلم علم اليقين أنه- سبحانه- لا شريك له، لا في ذاته ولا في صفاته.
وقوله: وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ بيان للفرق الشاسع بين دعوته لهم ودعوتهم له.
فهم يدعونه إلى الشرك والكفر، وإلى عبادة آلهة قد قام الدليل القاطع على بطلانها، وهو يدعوهم إلى عبادة الله- تعالى- وحده، الغالب لكل ما سواه، الواسع المغفرة لمن تاب إليه بعد أن عصاه..