تفسير ابن عاشور
تفسير الآية رقم 15 من سورة البروج
ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) ولما ذَكَر الله من صفاته ما تعلُّقه بمخلوقاته بحسب ما يستأهلونه من جزاءٍ أعْقب ذلك بصفاته الذاتية على وجه الاستطراد والتكملة بقوله : ذو العرش المجيد } تنبيهاً للعباد إلى وجوب عبادته لاستحقاقه العبادة لجلاله كما يعبدونه لاتقاء عقابه ورجاء نواله .
و { العرش } : اسم لعالَم يحيط بجميع السماوات ، سمي عرشاً لأنه دال على عظمة الله تعالى كما يدل العَرش على أن صاحبه من الملوك .
و { المجيد } : العظيم القويُّ في نوعه ، ومن أمثالهم : «في كل شجر نارٌ ، واستَمْجَد المرْخُ والعَفَار» وهما شجران يكثر قدح النار من زندهما .
وقرأه الجمهور بالرفع على أنه خبر رابع عن ضمير الجلالة . وقرأه حمزة والكسائي وخَلف بالجر نعتاً للعرش فوصف العرش بالمجد كناية عن مجد صاحب العرش .