تفسير ابن عاشور
تفسير الآية رقم 33 من سورة النازعات
مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)
( المتاع ) يطلق على ما ينتفع به مدة ، ففيه معنى التأجيل ، وتقدم عند قوله { وأمتعتكم } في سورة النساء ( 102 ) ، وهو هنا اسم مصدر متَّع ، أي إعطاء للانتفاع زماناً ، وتقدم بيانه عند قوله تعالى : { ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين } في سورة الأعراف ( 24 ) .
وانتصب { متاعاً } على النيابة عن الفعل . والتقدير : متَّعْناكم متاعاً .
ولام { لكم ولأنعامكم } لام التقوية لأن المصدر فرع في العمل عن الفعل ، وهو راجع إلى خلق الأرض والجبال ، وذلك في الأرض ظاهر ، وأما الجبال فلأنها معتصمهم من عدوّهم ، وفيها مراعي أنعامهم تكون في الجبال مأمونة من الغارة عليها على غرة . وهذا إدماج الامتنان في الاستدلال لإِثارة شكرهم حق النعمة بأن يعبدوا المنعِم وحده ولا يشركوا بعبادته غيره .
وفي قوله : { والأرض بعد ذلك دحاها } [ النازعات : 30 ] إلى { ولأنعامكم } محسّن الجمع ثم التقسيم .