تفسير ابن عاشور
تفسير الآية رقم 10 من سورة المعارج
وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) ومعنى { ولا يسأل حميم حميماً } لشدة ما يعتري الناس من الهول فمن شدة ذلك أن يرى الحميم حميمه في كرب وعناء فلا يتفرغ لسؤاله عن حاله لأنه في شاغل عنه ، فحذف متعلق { يسأل } لظهوره من المقام ومن قوله : { يبصرونهم } أي يبصر الأخلاء أحوال أخلائهم من الكرب فلا يسأل حميم حميماً ، قال كعب بن زهير :
وقال كل خليل كنتُ ءآمُله ... لا أُلْهِيَنَّك إِني عنك مشغول
والحميم : الخليل الصديق .
وقرأ الجمهور بفتح ياء { يسأل } على البناء للفاعل . وقرأه أبو جعفر والبزي عن ابن كثير بضم الياء على البناء للمجهول . فالمعنى : لا يسأل حميم عن حميم بحذف حرف الجر .