تفسير ابن عاشور
تفسير الآية رقم 21 من سورة الواقعة
وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21(و«لحم الطير» : هو أرفع اللحوم وأشْهاها وأعزها .
وعطف { ولحم طير } على { فاكهة } كعطف { فاكهة } على ( أكواب ( .
والاشتهاء : مصدر اشتهى ، وهو افتعال من الشهوة التي هي محبة نيل شيء مرغوب فيه من محسوسات ومعنويات ، يقال : شَهِي كَرضِي ، وشَهَا كدعا . والأكثر أن يقال : اشتهى ، والافتعال فيه للمبالغة .
وتقديم ذكر الفاكهة على ذكر اللحم قد يكون لأن الفواكه أعزّ . وبهذا يظهر وجه المخالفة بين الفاكهة ولحم طير فجُعل التخيُّر للأول . والاشتهاءُ للثاني ولأن الاشتهاء أعلق بالطعام منه بالفواكه ، فلذة كَسْر الشاهية بالطعام لذة زائدة على لذة حسن طَعمه ، وكثرة التخيّر للفاكهة هي لذة تلوين الأصناف .