تفسير ابن عاشور
تفسير الآية رقم 44 من سورة الرحمن
يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آَنٍ (44(
والطواف : ترداد المشي والإِكثار منه ، يقال : طاف به ، وطاف عليه ، ومنه الطواف بالكعبة ، والطواف بالصفا والمروة ، قال تعالى : { فلا جناح عليه أن يطَّوف بهما } وتقدم في سورة البقرة ( 158 ( .
والحميمُ : الماء المغلَّى الشديد الحرارة .
والمعنى : يمشون بين مكان النار وبين الحميم فإذا أصابهم حرّ النار طلبوا التبرد فلاح لهم الماء فذهبوا إليه فأصابهم حرُّه فانصرفوا إلى النار دَوَاليْك وهذا كقوله : { وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل } [ الكهف : 29 ] .
وآنٍ : اسم فاعل من أنَى ، إذا اشتدت حرارته .