تفسير ابن عاشور
تفسير الآية رقم 201 من سورة البقرة
و { حسنة } أصلها صفة لفعلة أو خصلة ، فحذف الموصوف ونزل الوصف منزلة الاسم مثل تنزيلهم الخير منزلة الاسم مع أن أصله شيء موصوف بالخيرية ، ومثل تنزيل صالحة منزلة الاسم في قول الخطيئة
: ... كيفَ الهجاءُ وما تنفك صالحة
من آل لأْممٍ بظهر الغَيْب تَأتِينِي ... ووقعت حسنة في سياق الدعاء فيفيد العموم ، لأن الدعاء يقصد به العموم كقول الحريري
: ... يا أَهْل ذا المَغْنَى وُقِيتُمْ ضُرَّا
وهو عموم عرفي بحسب ما يصلح له كل سائل من الحسنتين .
وإنما زاد في الدعاء { وقنا عذاب النار } لأن حصول الحسنة في الآخرة قد يكون بعد عذاب ما فأريد التصريح في الدعاء بطلب الوقاية من النار .