تفسير ابن عاشور
تفسير الآية رقم 107 من سورة يوسف
اعتراض بالتفريع على ما دلت عليه الجملتان قبله من تفظيع حالهم وجرأتهم على خالقهم والاستمرار على ذلك دون إقلاع ، فكأنهم في إعراضهم عن توقع حصول غضب الله بهم آمنون أن تأتيهم غاشية من عذابه في الدنيا أو تأتيهم الساعة بغتة فتحول بينهم وبين التوبة ويصيرون إلى العذاب الخالد .
والاستفهام مستعمل في التوبيخ .
والغشْي والغشيان : الإحاطة من كل جانب { وإذا غشيهم موج كالظلل } [ سورة لقمان : 32 ]. وتقدم في قوله تعالى يغشي الليل النهار في [ سورة الأعراف : 54 ].
والغاشية الحادثة التي تحيط بالناس . والعرب يؤنثون هذه الحوادث مثل الطّامة والصاخة والداهية والمصيبة والكارثة والحادثة والواقعة والحاقة . والبغتة : الفجأة . وتقدمت عند قوله تعالى : { حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة } في آخر سورة الأنعام ( 31 ).