تفسير الطبري
تفسير الآية رقم 33 من سورة القيامة
وقوله : ( ثم ذهب إلى أهله يتمطى ) يقول تعالى ذكره : ثم مضى إلى أهله منصرفا إليهم ، يتبختر في مشيته .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( ثم ذهب إلى أهله يتمطى ) أي : يتبختر .
حدثني سعيد بن عمرو السكوني ، قال : ثنا بقية بن الوليد ، عن ميسرة بن عبيد ، عن زيد بن أسلم ، في قوله : ( ثم ذهب إلى أهله يتمطى ) قال : يتبختر ، قال : هي مشية بني مخزوم .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن موسى بن عبيدة ، عن إسماعيل بن أمية عن مجاهد ( ذهب إلى أهله يتمطى ) قال : رأى رجلا من قريش يمشي ، فقال : هكذا كان يمشي كما يمشي هذا ، كان يتبختر .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : ( يتمطى ) قال : يتبختر وهو أبو جهل بن هشام ، كانت مشيته .
وقيل : إن هذه الآية نزلت في أبي جهل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( يتمطى ) قال : أبو جهل .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى ثم ذهب إلى أهله يتمطى ) قال : هذا في أبي جهل متبخترا .
[ ص: 82 ] وإنما عني بقوله : ( يتمطى ) يلوي مطاه تبخترا ، والمطا : هو الظهر ، ومنه الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا مشت أمتي المطيطاء " وذلك أن يلقي الرجل بيديه ويتكفأ .