تفسير الطبري
تفسير الآية رقم 47 من سورة الأنعام
القول في تأويل قوله : قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل، يا محمد، لهؤلاء العادلين بربهم الأوثانَ، المكذبين بأنك لي رسول إليهم: أخبروني (11) =" إن أتاكم عذاب الله "، وعقابه على ما تشركون به من الأوثان والأنداد, وتكذيبكم إيايَ بعد الذي قد عاينتم من البرهان على حقيقة قولي =" بغتة "، يقول: فجأة على غرة لا تشعرون (12) =" أو جهرة " ، يقول: أو أتاكم عذاب الله وأنتم تعاينونه وتنظرون إليه =" هل يهلك إلا القوم الظالمون " ، يقول: هل يهلك الله منا ومنكم إلا من كان يعبد غير من يستحق علينا العبادة، وترك عبادة من يستحق علينا العبادة ؟
وقد بينا معنى " الجهرة " في غير هذا الموضع بما أغنى عن إعادته، وأنها من " الإجهار ", وهو إظهار الشيء للعين، (13) كما:-
13249 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: " جهرة "، قال: وهم ينظرون .
13250- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: " قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة "، فجأة آمنين =" أو جهرة "، وهم ينظرون .
-------------------------
الهوامش :
(11) انظر تفسير"أرأيتكم" فيما سلف قريبًا ص: 351 353.
(12) انظر تفسير"بغتة" فيما سلف: 325 ، 360.
(13) انظر تفسير"الجهرة" فيما سلف 2: 80/9 : 358.