تفسير القرطبي
تفسير الآية رقم 43 من سورة الأنعام
قوله : فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون
قوله تعالى : فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا لولا تحضيض ، وهي التي تلي الفعل بمعنى هلا ; وهذا عتاب على ترك الدعاء ، وإخبار عنهم أنهم لم يتضرعوا حين نزول العذاب . ويجوز أن يكونوا تضرعوا تضرع من لم يخلص ، أو تضرعوا حين لابسهم العذاب ، والتضرع على هذه الوجوه غير نافع . والدعاء مأمور به حال الرخاء والشدة ; قال الله تعالى : ادعوني أستجب لكم وقال : إن الذين يستكبرون عن عبادتي أي : دعائي سيدخلون جهنم داخرين وهذا وعيد شديد . ولكن قست قلوبهم أي : صلبت وغلظت ، وهي عبارة عن الكفر والإصرار على المعصية ، نسأل الله العافية . وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون أي : أغواهم بالمعاصي وحملهم عليها .