تفسير القرطبي
تفسير الآية رقم 47 من سورة النمل
قوله تعالى : قالوا اطيرنا بك وبمن معك أي تشباءمنا . والشؤم النحس . ولا شيء أضر بالرأي ولا أفسد للتدبير من اعتقاد الطيرة . ومن ظن أن خوار بقرة أو نعيق غراب يرد قضاء ، أو يدفع مقدورا فقد جهل . وقال الشاعر :
طيرة الدهر لا ترد قضاء فاعذر الدهر لا تشبه بلوم أي يوم يخصه بسعود
والمنايا ينزلن في كل يوم ليس يوم إلا وفيه سعود
ونحوس تجري لقوم فقوم
وقد كانت العرب أكثر الناس طيرة ، وكانت إذا أرادت سفرا نفرت طائرا ، فإذا طار يمنة سارت وتيمنت ، وإن طار شمالا رجعت وتشاءمت ، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال : أقروا الطير على وكناتها على ما تقدم بيانه في ( المائدة ) . قال طائركم عند الله أي مصائبكم . بل أنتم قوم تفتنون أي تمتحنون . وقيل : تعذبون بذنوبكم .