تفسير القرطبي
تفسير الآية رقم 70 من سورة مريم
ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا أي أحق بدخول النار . يقال : صلى يصلى صليا ، نحو مضى الشيء يمضي مضيا إذا ذهب وهوى يهوي هويا ، وقال الجوهري : ويقال صليت الرجل نارا إذا أدخلته النار ، وجعلته يصلاها ، فإن ألقيته فيها إلقاء كأنك تريد الإحراق قلت : أصليته بالألف وصليته تصلية وقرئ ( ويصلى سعيرا ) ومن خفف فهو من قولهم : صلي فلان بالنار ( بالكسر ) يصلى صليا احترق قال الله تعالى هم أولى بها صليا قال العجاج :
والله لولا النار أن نصلاها
ويقال أيضا : صلي بالأمر إذا قاسى حره وشدته . قال الطهوي :
ولا تبلى بسالتهم وإن هم صلوا بالحرب حينا بعد حين
واصطليت بالنار وتصليت بها قال أبو زبيد :
وقد تصليت حر حربهم كما تصلى المقرور من قرس
وفلان لا يصطلى بناره إذا كان شجاعا لا يطاق .