تفسير القرطبي
تفسير الآية رقم 4 من سورة الفيل
قوله تعالى : ترميهم بحجارة من سجيل
في الصحاح : حجارة من سجيل قالوا : حجارة من طين ، طبخت بنار جهنم ، مكتوب فيها أسماء القوم ; لقوله تعالى : لنرسل عليهم حجارة من طين مسومة . وقال عبد الرحمن بن أبزى : من سجيل : من السماء ، وهي الحجارة التي نزلت على قوم لوط . وقيل من الجحيم . وهي ( سجين ) ثم أبدلت اللام نونا ; كما قالوا في أصيلان أصيلال . قال ابن مقبل :
[ ورجلة يضربون البيض عن عرض ] ضربا تواصت به الأبطال سجينا
وإنما هو سجيلا . وقال الزجاج : من سجيل أي مما كتب عليهم أن يعذبوا به ; مشتق من السجل . وقد مضى القول في سجيل في ( هود ) مستوفى . قالعكرمة : كانت ترميهم بحجارة معها ، فإذا أصاب أحدهم حجر منها خرج به الجدري لم ير قبل ذلك اليوم . وكان الحجر كالحمصة وفوق العدسة . وقال ابن عباس : كان الحجر إذا وقع على أحدهم نفط جلده ، فكان ذلك أول الجدري . وقراءة العامة ترميهم بالتاء ، لتأنيث جماعة الطير . وقرأ الأعرج وطلحة ( يرميهم ) بالياء ; أي يرميهم الله ; دليله قوله تعالى : ولكن الله رمى ويجوز أن يكون راجعا إلى الطير ، لخلوها من علامات التأنيث ، ولأن تأنيثها غير حقيقي .