حرب البلقان الثانية .
- العام الهجري :1331
- الشهر القمري : رجب
- العام الميلادي :1913
تفاصيل الحدث :
نشبت حرب البلقان الثانية، وكان سببها هو رغبة بلغاريا في انتزاع إقليم مقدونيا الشمالية من صربيا، وقد انتهت هذه الحرب بعد 42 يومًا من اشتعالها، بمعاهدة "بوخارست" في أغسطس 1913م.كان الصرب والبلغار يأملون أن تساعدهم روسيا في المستقبل؛ لذلك تنصَّلوا من وعودهم للنمسا في عدم القيام بدعاية للجامعة الصربية والدولة السلافية الكبرى في داخل النمسا والمجر، وانتهى الأمر بتكوين العصبة البلقانية التي تضمُّ بلغاريا واليونان والصرب، وحذَّرت الدول الكبرى هذه العصبةَ مِن أي محاولة لتمزيق ممتلكات الدولة العثمانية في البلقان، غير أن الصربَ أعلنوا الحربَ على العثمانيين في (ذي القعدة 1330هـ/ أكتوبر 1912م) فاشتعلت الحربُ في البلقان، وفي ستة أسابيع انتزعت العصبة البلقانية جميعَ أراضي العثمانيين في أوروبا ما عدا القسطنطينية. وأثارت هذه الانتصارات النمسا التي دعت إلى عقد مؤتمر دولي، وكان أهمُّ غرض للنمسا هو حرمانَ الصرب من منفذٍ بحري مباشر على بحر الأدرياتيك، وأصبحت ألبانيا مركزًا للصراع الدبلوماسي الشديد بين النمسا وروسيا، لكِنَّ المشكلة سُوِّيت بإقامة دولة مستقلة في ألبانيا تحكمُها ألمانيا، ووقّعت معاهدة لندن التي حصرت الأملاك العثمانية في أوروبا في القسطنطينية وشبه جزيرة غاليبولي. ولم يكد مدادُ معاهدة لندن يجِفُّ حتى نشبت الحرب بين دول العصبة البلقانية الثلاث على مغانم الحرب، وتدخَّلت الدولة العثمانية ورومانيا في تلك الحرب، وتدخَّلت الدول الكبرى لتحقيق مصالحها، خاصةً روسيا والنمسا، وانتهت الحرب البلقانية الثانية بهزيمة بلغاريا وضعفها، وتنامي قوة صربيا، وتزعزُع مكانةِ النمسا الدولية؛ لذلك فكَّرت النمسا في سحق صربيا عسكريًّا لتفادي خطر تكوين دولة صربيا الكبرى، وبالتالي تسبَّبت الحروب البلقانية في زيادة التوتر داخل الكتلتين الأوروبيتين المتصارعتين: الحلف الثلاثي، والوفاق الثلاثي، والاستعداد لمواجهة عسكرية كبرى.
العودة الى الفهرس