وَفاةُ أبي عبدِالله الدَّامغاني .
- العام الهجري :478
- الشهر القمري : رجب
- العام الميلادي :1085
تفاصيل الحدث :
هو العَلَّامةُ، البارِعُ، مُفتِي العِراقِ، قاضي القُضاةِ، أبو عبدِ الله محمدُ بن عليِّ بن محمدِ بن حَسنِ بن عبدِ الوهاب بن حسويهِ الدَّامغاني الحَنفيُّ. وُلِدَ بدامغان، سَنةَ 398هـ, وتَفَقَّهَ بخُراسان، وقَدِمَ بغدادَ شابًّا، فأَخَذَ عن القدوريِّ، وحَصَّل المَذهبَ على فَقْرٍ شَديدٍ. فكان يَحرُس في دَربِ الرِّياحِ، تَفَقَّهَ بدامغان على أبي صالحٍ الفَقيهِ، ثم قَصدَ نيسابور، فأقم فأَقامَ أَربعةَ أَشهُر بها، وصَحِبَ أبا العَلاءِ صاعِدَ بنَ محمدٍ قاضِيَها، ثم وَرَدَ بغدادَ, ووَلِيَ القَضاءَ للقائمِ بأَمرِ الله، فدامَ في القَضاءِ ثلاثين سَنَةً وأَشهُرًا. كان القاضي أبو الطَّيِّبِ يقول: "الدَّامغاني أَعرَفُ بمَذهَبِ الشافعيِّ مِن كَثيرٍ مِن أَصحابِنا". كان بَهِيَّ الصُّورَةِ، حَسَنَ المعاني في الدِّينِ والعِلْمِ والعَقلِ والحِلمِ وكَرَمِ العِشرَةِ والمُروءَةِ، له صَدَقاتٌ في السِّرِّ، وكان مُنصِفًا في العِلمِ، وكان يُورِدُ في دَرسِه من المُداعَباتِ والنَّوادِرِ نَظيرَ ما يُورِد الشيخُ أبو إسحاقَ الشيرازيُّ، فإذا اجتَمَعا، صار اجتِماعُهُما نُزهةً. قال الذهبيُّ: "كان ذا جَلالةٍ وحِشمَةٍ وافِرَةٍ إلى الغايَةِ، يُنظَر بالقاضي أبي يوسف في زَمانِه, وفي أَولادِه أئمَّةٌ وقُضاة". وَلِيَ قَضاءَ القُضاةِ بعدَ أبي عبدِ الله بن ماكولا، سَنةَ 447هـ، وله خمسون سَنةً. ماتَ في رَجب، ودُفِنَ بِدارِه، ثم نُقِلَ ودُفِنَ بِقُبَّةِ الإمامِ أبي حَنيفةَ إلى جانِبِه. عاشَ ثمانينَ سَنَةً وثلاثة أَشهُر وخمسة أيام، وغَسَّلَهُ أبو الوَفاءِ بن عَقيلٍ وأبو ثابتٍ الرَّازيُّ تِلميذُه. وصَلَّى عليه وَلَدُه قاضي القُضاةِ أبو الحَسنِ, وله أَصحابٌ كَثيرون عُلماء، انتَشَروا في البِلاد.
العودة الى الفهرس